شهر رمضان شهر الأعظم، الذي جاءت فيه العديد من النصوص الشرعية المختلفة، التي تدل على تعدد فضائل الشهر المبارك.
في مقالتنا اليوم، سوف نتعرف معًا على أهم فضائل الشهر، وفقه الصيام، وأحكامه، ونتعرف على آداب الصيام، التي يجب التحلي بها.
فضل شهر رمضان المبارك
شهر رمضان هو الشهر التاسع، وفق التقويم الهجري، ويعتبر من أفضل الشهور، وأكثرها قداسة عند المسلمين؛ لكثرة فضائله.
ومن بين فضائل شهر رمضان المبارك، ما يلي:
- شهر نزول القرآن الكريم، كما ورد أيضًا أنه شهر نزول كافة الكتب الإلهية الأخرى.
- يمتاز بأنه شهر العتق من النار، ففي كل ليلة من ليالي رمضان عتقاء من النار.
- تفتح أبواب الجنة، وتغلق أبواب النار، وتصفد الشياطين.
- شهر تكفير الذنوب، إذا اجتنب الكبائر.
- وصف أيضًا بأنه شهر الجود؛ لأن النبي كان فيه أجود من الريح المرسلة.
- قيام ليل رمضان، بما في ذلك صلاة التراويح، والتهجد، تكفير للذنوب.
- اختص شهر رمضان بليلة القدر، التي يعادل العمل فيها خير من ألف شهر.
- تختص عمرة شهر رمضان عن غيرها بأنها تعادل حجة.
وبذلك يصبح فضل شهر رمضان المبارك عظيمًا؛ مما منحه فضل عن بقية شهور العام، فهو كالشمس بين سائر الكواكب الأخرى.
ولذا يتنافس الصالحون فيما بينهم؛ من أجل الفوز بهذا الشهر المبارك، والنجاة من النار، من خلال كثرة العبادات، والإحسان.
لماذا اختار الله الصيام في شهر رمضان؟
“لماذا اختار الله الصيام في شهر رمضان؟” إن لله حكمة بالغة في سائر شرائعه، وأقداره، ربما يدرك المرء تلك الحكمة، وربما تقتصر بصيرته عنها.
وفي كافة الأحوال، يجب على المؤمن الاستسلام، والانقياد لأوامر الله، وذلك سواء عرف الحكمة من وراء ذلك، أو لم يعرفها بعد.
ولقد امتاز شهر رمضان عن غيرها بالعديد من الفضائل، فهو شهر نزول القرآن الكريم، شهر الصوم، شهر العتق من النار، شهر الإحسان.
وبذلك يمكننا القول بأنه لم تحدد الحكمة من اختيار شهر رمضان، فقد فضل الله بعض الأزمنة، وبعض الأماكن عن غيرها.
وعلى المسلم أن يسعى جاهدًا في التقرب من الله في هذا الشهر، فقد خاب، وخسر من أدرك رمضان، ولم يغفر له؛ لكثرة أسباب المغفرة فيه.
فقه الصيام وأحكامه
أما عن فقه الصيام وأحكامه، يعد صوم شهر رمضان فريضة، وركن من أركان الإسلام الخمسة، وترك الصوم دون عذر يعد من الكبائر.
حيث أن الصوم فريضة على كل مسلم بالغ، عاقل، مقيم، صحيح، وهناك بعض الحالات، التي يجوز فيها الفطر، وتختلف أحكامها.
يصبح الإفطار جائزًا في حق كبار السن، الذين لا يطيقون الصوم، والمريض، الذي لا يرجي شفاؤه، والمرأة الحامل، والمرضعة.
كما يجوز للمسافر، والمريض الإفطار، ويعد الصوم للمسافر أمرًا مباحًا، ويجب على المفطر للسفر، أو مرض يرجي شفاؤه قضاء الصوم.
كما يجب على المرأة الحائض، والنفساء الفطر، ولا يجوز لها الصوم، ويجب عليها قضاء تلك الأيام، التي أفطرتها خلال شهر رمضان.
أما عن مبطلات الصوم، فهي كالآتي:
- عزم النية على الإفطار بشكل جازم، حتى إذا لم ينفذ يبطل الصوم.
- تعمد الأكل، والشرب، في حين أن الأكل، والشرب سهوًا لا يعد من مبطلات الصوم.
- القيء عمدًا أيضًا من مبطلات الصوم.
- الحيض، والنفاس، فلا يجب على المرأة الصوم في تلك الأيام، ويلزم القضاء بعد ذلك.
- الجماع في نهار رمضان من المبطلات، ويوجب القضاء، والتكفير عن ذلك.
- وفق قول جمهور أهل العلم يعد الاستمناء أيضًا من مبطلات الصوم.
آداب الصيام في شهر رمضان
مما لا شك فيه أن المرء يرغب في التقرب إلى الله، والفوز بالجنة، والنجاة من النار، وتكفير للذنوب، وزيادة الأجور، والحسنات.
ولذا يجب الالتزام بالعبادة في شهر رمضان، والإحسان؛ من أجل الوصول إلى تلك الأهداف الغالية، التي تتطلب الجهد، والمثابرة.
ولذا فلا تتوقف العبادة في هذا الشهر عند الصوم، وهناك العديد من الآداب، والسنن، التي تمنحك المزيد من الحسنات، والفضائل.
ومن بين آداب الصيام في شهر رمضان، ما يلي:
تبيت النية
يتطلب صوم الفريضة تبيت النية قبل الفجر، فلا بد على الصائم من تبيت النية بالصوم قبل بلوغ الفجر؛ لإتمام صومه بشكل صحيح.
السحور
إن لأكلة السحور فضل عظيم؛ حيث أن الله، وملائكته يصلون على المتسحرين، كما أنه ميز بين صيام المسلمين، وصيام أهل الكتاب.
ويستحب في السحور تأخيره، كما يستحب أيضًا أن يشمل سحور المسلم على التمر؛ لما ورد عن الرسول في مدح السحور بالتمر.
الإحسان في الصوم
يتضمن الإحسان في الصوم إخلاص النية، والكف عما يتنافى مع الصيام من أقوال، وأفعال؛ من أجل صومًا أفضل، وأجرًا أعظم.
فعلى المسلم أن يخلص النية في الصوم لله _عز وجل_؛ لكي يصبح صومه إيمانًا، واحتسابًا، ويفوز بمغفرة ما تقدم من ذنوب.
بالإضافة إلى ذلك، يجب على المسلم البعد عن ما يتنافى مع الصوم، ولا يكون صومه فقط الكف عن الطعام، والشراب، بل عن المنكرات.
حيث يكف عن اللغو، والرفث، وإمساك اللسان، وفي حال إذا سبه أحد، يقول: إني صائم، إني صائم؛ لكي يحافظ على ثواب الصيام.
كثرة قراءة القرآن
شهر رمضان هو شهر نزول القرآن، وكان جبريل يأتي النبي، ويدارسه القرآن، وكان لذلك عظيم الأثر عليه؛ حيث وصف بأنه أجود من الريح المرسلة.
علاوة على أن قراءة الحرف الواحد من القرآن بعشرة حسنات، وعلى المسلم الحرص على الطاعات، وزيادة الحسنات في هذا الشهر.
إذا كنت ترغب في تعلم القرآن الكريم، يمكنك الالتحاق بدورات أكاديمية أفنان لتعليم القرآن الكريم، التي تقدم دورات مختصة.
تقدم لك الأكاديمية مجموعة دورات مختصة على يد معلمين ثقة، ومجازين، ولدينا خبرات في مجال تحفيظ القرآن الكريم.
كثرة الذكر
من أفضل ما ينشغل به المسلم، خلال ساعات صيامه، ذكر الله _عز وجل_، وذلك ما بين الذكر المطلق، والأذكار المقيدة، والقرآن.
علاوة على أن الذاكر له أجرًا عظيمًا، ومغفرةً عند الله، ويكفي شرفًا بأن الله يباهي الملائكة به، ويحظى بمعية الله، كما وعد الله الذاكرين.
كثرة الصدقات
من الاجتهاد في العبادات في هذا الشهر إخراج الصدقات، وذلك اقتداءً بالرسول، الذي وصف بأنه أجود ما يكون في رمضان.
الدعاء
الدعاء في شهر رمضان من العبادات العظيمة، التي يجب على المسلم الحرص عليه، ففي ساعات لا ترد فيها الدعوة بإذن الله.
يجب الحرص على الدعاء في ساعات السحر، وعند الصيام، وعند الإفطار، فقد ورد عن النبي أن دعوة الصائم لا ترد.
تعجيل الفطر
مما يوصي به الصائم أيضًا تعجيل الفطور، وأن يكون الفطور على رطبات، وإذا لم يجد، فعلى تمرات، فإذا لم يجد، فعلى حسوات ماء.
ما يقال عند الفطور
يستحب للصائم عند الفطور قول: “ذهب الظمأ وابتلت العروق وثبت الأجر إن شاء الله”، معه الحرص على الدعاء في تلك اللحظة.
أداء العمرة
من فضل شهر رمضان المبارك أن العمرة فيه تعادل حجة، فقد يحرص المقتدر على أداء العمرة؛ للفوز بهذا الأجر، والفضل.
إذن، يجب على المسلم التنوع بين العبادات في شهر رمضان؛ من أجل الفوز بعظيم الأجر من مغفرة للذنوب، وعتق من النار، ومضاعفة الحسنات.
كما يجب الاجتهاد في العشر الأواخر من الشهر، كما كان يفعل النبي؛ للفوز بليلة القدر، التي هي خير من ألف شهر.